{تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (2) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [1] قال: أي خسرت يداه، {وَتَبَّ} [1] أي خسر، فالخسران الأول خسران المال، والخسران الآخر خسران النفس، ومعنى الخسران ما ذكر بعد ذلك، فقال: {ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ} [2] في الآخرة، إذ صار إلى النار {وَما كَسَبَ} [2] يعني ولده عتبة وعتيبة ومعتب.وفيها وجه آخر: أن يكون التباب الأول كالدعاء عليه، والثاني كالإخبار عن وقوع الخسران في سابق التقدير، وهو جواب عن قول أبي لهب للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «تبا لك» حين جمعهم ودعاهم إلى التوحيد، وأنذرهم العذاب بقوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].قوله تعالى: {سَيَصْلى ناراً} [3] سيغشى أبو لهب نارا في الآخرة. {ذاتَ لَهَبٍ} [3] أي ليس لها دخان. {وَامْرَأَتُهُ} [4] أم جميل. {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [4] قيل النمامة. وقال عكرمة: إنها كانت تحمل الشوك تلقيه على طريق النبي صلّى اللّه عليه وسلّم. {فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [5] أي سلسلة من حديد في النار كحديد البكرة التي تجري فيه، شهرها بهذه العلامة في جهنم، كما كانت مشهورة بعداوة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم.واللّه سبحانه وتعالى أعلم.